
ساهمت البيئة الصحراوية القاسية في صقل شخصية الرجل العربي، وعززت فيه قيم التضامن والصمود والقدرة على التحمل والتكيف مع الظروف الصعبة.
تعتبر صفات الرجال عند العرب موضوعًا غنيًا بالتقاليد والقيم التي تعكس عمق الثقافة العربية وثراءها. من بين هذه الصفات، يبرز الوفاء والولاء في العلاقات الاجتماعية كقيمتين محوريتين تشكلان أساس التفاعل الاجتماعي وتحدد طبيعة العلاقات بين الأفراد في المجتمع العربي. إن الوفاء، بمعناه العميق، يتجاوز مجرد الالتزام بالوعود ليشمل الإخلاص في العلاقات والصدق في التعامل، وهو ما يعكسه العديد من الأمثال والحكايات الشعبية التي تحتفي بالرجال الذين يظلون أوفياء لأصدقائهم وعائلاتهم حتى في أصعب الظروف.
وربما تكون هاتان الصفتان (الميل للتعددية والطمع الذكورى) خادمتان للطبيعة الإنسانية ولاستمرار الحياة، فنظراً لتعرض الرجل لأخطار الحروب وأخطار السفر والعمل نجد دائماً وفي كل المجتمعات زيادة في نسبة النساء مقارنة بالرجال، وهذا يستدعي في بعض الأحيان أن يعدد الرجل زوجاته أو يعدد علاقاته حسب قيم وتقاليد وأديان مجتمعه وذلك لتغطية الفائض في أعداد النساء.
قيل لسفيان بن عيينة: قد استنبطت من القرآن كل شيء، فأين المروءة في القرآن؟
هل لا تزال القيم العربية التقليدية موجودة في المجتمع المعاصر؟
"مُدَوِّن حُرّ، كاتب مهتم بتحسين وتوسيع محتوى الكتابة. أسعى لدمج الابتكار مع الإبداع لإنتاج مقالات غنية وشاملة في مختلف المجالات، مقدماً للقارئ العربي تجربة مميزة تجمع بين الخبرة البشرية واستخدام الوسائل التقنية الحديثة."
والمرأة السوية لا تجد مشكلة في التعامل مع قوامة الرجل السوي الذي يتميز فعلاً بصفات رجولية تؤهله لتلك القوامة لأن القوامة التي وردت في الآية القرآنية الكريمة مشروطة بهذا التميز ، يقول تعالى " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " ، فلكي يستحق الرجل الإمارات القوامة عن حق في نظر المرأة يجب أن يكون ذا فضل وذا قدرة على الكسب والإنفاق، أما إذا اختلت شخصيته فكان ضعيف الصفات، محدود القدرات ويعيش عالة على كسب زوجته فإن قوامته تهتز وربما تنتقل لأيدي المرأة الأقوى بحكم الأمر الواقع وقوانين الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، كانت الشجاعة تُعتبر عنصرًا أساسيًا في القيادة، حيث كان القادة الشجعان يُحظون باحترام وتقدير كبيرين من قبل أفراد قبائلهم. كانت القدرة على اتخاذ القرارات الجريئة والمخاطرة في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة تُعتبر من الصفات التي تميز القائد الناجح.
وقد ذكر الشعراء تلك الشيم لتبقي مخَلَّدةً من تراث الأجداد.
تجدر الإشارة إلى أن الشجاعة في التراث العربي كانت تترافق مع مجموعة من القيم الأخرى مثل الكرم والوفاء والصدق، مما يعكس تكامل هذه الصفات في بناء الشخصية المثالية للرجل العربي. في هذا السياق، كانت القصائد العربية القديمة تُبرز الشجاعة كصفة محورية، حيث كان الشعراء يمتدحون الأبطال ويخلدون ذكراهم من خلال الأبيات الشعرية التي تصف بطولاتهم ومغامراتهم.
كان الرجل العربي مفوّهاً، طليق اللسان، بليغ الكلمة، وفصيح المعنى؛ فإذا ما تحدث أصاب، وإذا ما صمت كان ذلكٍ لحكمةٍ حقيقية، وكان فرسان القوم من العرب شعراء يُجيدون النظم والتصور، وكثيراً ما كانت تُقام التعاليل من أجل الاستماع لشاعر القبيلة وفارسها.
بِكُلّ تَمّ البَرْمَجَة والتَّصْمِيم الامارات مِنْ دَاخِلِ بَيْتِنَا .
العفو عند الخطأ حتى مع القدرة على معاقبة المذبين أقوى عقاب.
هذه القدرة على التحمل تُعتبر من الصفات التي تُكسب الرجل احترامًا وتقديرًا من قبل أفراد مجتمعه، حيث يُنظر إليه كعمود أساسي في بناء الأسرة والمجتمع.